الفضيل بن عياض احد علماء التصوف في القرن الثاني الهجرى و يلقب بعابد الحرمين، لانه اقارب بمسجد الحرام في المكة و مسجد النبوي في المدينة. اسمه الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر ابو علي التميمي اليربوعي ولد في سمرقند سنة 107 ونشأ بابيورد بعد تعليم الحديث في الكوفة هو يسكن في مكة. و توفي الفضيل في محرم سنة 187 هـ.
حياته قبل التوبة
الفضيل بن عياض هو احد الصالحين الكبار كان يقطع الطريق ويسرق و يعطيل القوافل في الليل، يأخذ فأسا و سكينا و تعرض للقافلة فيعطلها، كان شجاعا قوي البنية، ثم تاب حتى اصبح من الزهاد. و كان الناس يوصى بعضهم بعضا في الطريق اياكم و الفضيل اياكم و الفضيل! و المرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته و تقول له: اسكت و الا اعطيتك للفضيل. فتاب الله عليه، و جعله من عباده المؤمنين، تحول من قاطع طريق يروع الامنين الى عابد زاهد. الخشية من الله و البكاء يلازمانه، لا ير الا و عيناه تفيض من الدمع، كلما ذكر اسم الله تعالى عنده ظهر عليه الخوف والوجل ، وارتعشت كل اعضاء جسده.
توبته
اتى الفضيل بن عياض رحمه الله فطلع سلما على جدار تريد ان يسرق صاحب البيت، فأطل ونظر الى صاحب البيت جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر الى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القران و يبكي، و عنده بنت تصلح له العشاء، و اراد ان يسرقه وهو بامكانه؛ لان ذلك الرجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع ان يدافع عن نفسه فمر الشيخ بقوله سبحانه وتعالى: {الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكرالله وما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين اوتواالكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون} [الحديد: 16]. هذا مبتدأ توبته.
وقال ابراهيم بن الاشعث: سمعت فضيلا ليلة وهو يقرأ سورة محمد صلعم. و يبكي و يردد هذه الاية {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم الصابرين ولنبلوا أخباركم} [محمد: 31] وسمعت يقول: تزينت للناس وتضّعت لهم وتهيأت لهم، ولم تزل ترائي حتى عرفوك فقالوا: رجل صالح! فقضوا لك الحوائج، ووسّعوا لك في المجلس، و عظّموك خيبة لك؛ ما أسوأ حالك ان كان هذا شأنك! وسمعته يقول: ان قدرت ان لا تُعرف فافعل؛ وما عليك ان لا تعرف، وما عليك ان لم يثن عليك، وما عليك ان تكون مذموما عند الناس اذا كنت عند الله محمودا.
المراجع
1. طبقات الصوفية، تأليف: ابو عبد الرحمن السلمى، ص 22ـ27، دار الكتاب العلمية، ط 2003.
2. كتاب التوبين، تأليف: الامام موفق الدين ابي محمد عبدالله بن احمد بن محمّد بن قدامة المقدسيّ، ص 207ـ208.